أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - تأثير الكلمات














المزيد.....

تأثير الكلمات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 00:07
المحور: المجتمع المدني
    


كثيراً ما نسمعُ أقوالاً من الأهل ، او من المُعّلِم .. فلا نأخذها على مَحمَل الجد .. بل نتجاهلها ببساطة ولا نُصّدِقها ولا نثق بها ، بل حتى نستنكرها ... رُبما فقط لأنها صادرة من ( سُلطة ) الأب او العائلة او المدرسة . ويتصادف ان نسمع نفس الأقوال بعد فترة ، وحول نفس المواضيع ، من شخصٍ آخر .. كأن يكون صديقاً مُقّرَباً او فتاةً نكون مُعجبين بها أصلاً .. فنلتقط هذه الكلمات ، وكأننا نسمعها لأول مرّة ، ونُعجب بها فوراً ، ونستسيغها ، ونتبع ما يجئ فيها من تعليمات ونصائح وإرشادات ! . فيا لطبيعتنا الغريبة . فحتى في الأمور الصغيرة ، يحدث ان تَمُل من تكرار القول ، لإبنكَ مثلاً .. ان شَعرهُ الطويل المُخربَط ، غير معقول وليسَ جميلاً .. لكنه يرفض بِشِدة ان يحلقه لأشهُرٍ عديدة ، ولا ينفع معه لا الإقناع ولا التهديد ! .. ثم فجأةً يدخل الى المنزل يوماً ، وهو حليق الرأس مثل خلق الله ... فتسألهُ مُغتَبِطاً : هل انه إقتنعَ أخيراً بِرأيكَ ؟ فيُجيب بِصدقٍ عفوي : ان صديقه أخبره اليوم ، ان شعره قبيح ... فذهبَ الى الحلاقِ فوراً !!... أعتقد ان الأمر ، لاينحصِر في أولادنا وبناتنا .. بل نحنُ أيضاً ينطبق علينا ذلك ، في كثيرٍ من الأحيان .. فرُبما أكون قرأتُ عشرات المرات في الكتب او المجلات والصحف ، أو سمعتُ من الأهل والأقرباء او من خلال التلفزيون ، ما مفادهُ ... ان التدخين ضّار .. لكنني كنتُ أصُم اُذنَيَ بكل حماقة ، واعتبر ان هذه ما هي إلا مُبالغات لا معنى لها .. إذ ليسَ من المعقول ان هذه الملايين التي تُدّخِن حول العالم .. كُلهم لايعرفون مَضار التدخين ! .. الى أن جاء اليوم الذي إضطرَتْني المُعاناة قبلَ سنين ، الى مُراجعة الطبيب .. الذي قال لي ضمن ما قال ، وبإختصارٍ شديد وبكلمات قاطعة كالسَيف : إترك التدخين ! .. فإمتثلتُ لأمرهِ فوراً وبكل بساطة منذ ذلك الحين . طبعاً كنتُ أعرف في مكانٍ ما من إدراكي الكامن .. ان السيجارة التي اُدخنها بشراهة .. فيها الكثير من الضرَر لي .. ولكنني كنتُ اُكابِر ، ولا اُريد ان أعترف ان كُل الذين كانوا يّلحون عليَّ بترك التدخين ، من الأهل والأصدقاء .. كانوا يفعلون ذلكَ ، حرصاً على صحتي وفي سبيل مصلحتي ... وكما يبدو كنتُ بحاجةٍ ، ليسَ الى نصائح من أهلي وأقربائي " اي من سُلطة القرابة التي لا ترهبني " .. بل الى ( أمْرٍ قاطع ) من سُلطةٍ أخافُ منها .. وفعلاً كان الطبيب كذلك !. في قرارة نفسك ، انتَ تعرف ، ان الأب او الاُم او الأخ ، سيظلوا يحبونك سواء حلقتَ شعرك الطويل ، او لم تفعل .. ولكن بمُجرّد ان أحدهم وليكن صديقك مثلاً ، قال لك بتقّزُز ان شعرك قبيح ، فتسارع الى الحلاق .. وكذا المثال الثاني .. فلستَ بحاجةٍ الى كثيرٍ من الفطنة ، لكي تعرف ان التدخين ضار .. ولكنك تدرك ان مكانك المُعتبَر ، محفوظٌ بين أهلك ، بالرغم من رائحة الدُخان الكريهة المنبعثة منك ! .. غير ان الطبيب بعدَ الفحوصات الكثيرة والتدقيق في حالتكَ الصحية المُزرِية .. لا يلتفت الى كونِكَ عنيد كالبغل وانك لاتستمع الى نصائح الآخرين .. فيقول لكَ بصيغة الأمر غير القابل للنقاش : إترك التدخين .. فتمتثل صاغراً !.
أعتقد ان مسألة الإنصياع الى النصائح المعقولة ، او الإقتراحات البناءة .. بدءاً من التفاصيل اليومية البسيطة كالمِثالَيْن أعلاه ، وصولاً الى المجالات الفكرية والسياسية .. ليستْ عملية سهلة وتلقائية .. بل هي مُعّقَدة وتحتمل الكثير من الإحتمالات ، وتحتاج لكي تُفّعَل .. الى خبرات واسعة وصبرٍ جميل ومعرفة نفسية جيدة .. فأحياناً تعجزُ مُجلدات رصينة ، عن إقناعكَ بأمرٍ مُعّيَن .. ويمكن ان تنجح جملة واحدة من أحد الأشخاص ، في فعل ذلك . قدْ يكون تأثير المجلدات الرصينة ، قد فعلَ فعله في عقلك الباطن .. لكن الشرارة التي أشعلتْ فتيل " الإقتناع " هي تلك الجملة القصيرة !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوءٌ على الساحة السياسية الكردية في سوريا
- عدالة على الطريقة الأوكرانية
- القائمة السوداء
- وداعاً ... مشعل تمو
- العنب الحامض
- نِصف حَل لِرُبع المشاكِل !
- الشُرفاء النزيهون المُبعثَرون
- - ستنتصر الحُرِية - 5 . طرائف
- - ستنتصر الحُرِية - 4 . آراء
- - ستنتصر الحُرِية - 3 . شخصيات
- - ستنتصر الحُرِية - 2 . الروح الثورية
- - ستنتَصر الحُرِية - 1 . مهرجان ديار بكر
- نجحَ أردوغان وفشلنا نحنُ
- سطوة الإعلام
- الصدريون يشكرون المالكي .. على فشلهِ !
- اسرائيل والكرد وتركيا
- اليوم العالمي لمَحو الأُمية
- الإنسحاب الامريكي نهاية 2011
- المعضلة الكردية
- هروب أرهابيين من سجن الموصل


المزيد.....




- -أكسيوس-: الولايات المتحدة ستصدر قريبا تدابير جديدة تخص طالب ...
- رايتس ووتش: إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل الدولية بإغلاقها معا ...
- -شهادات مرعبة- ودعوات لوقف الحرب.. عشرات آلاف النازحين يفرون ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- ما الذي يعيق عودة اللاجئين السوريين من لبنان لبلدهم؟
- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - تأثير الكلمات